2025-07-04
نفرتيتي، تلك الملكة الأسطورية التي حكمت مصر القديمة، تظل واحدة من أكثر الشخصيات غموضاً وجاذبية في التاريخ. تمثالها النصفي الشهير، الذي اكتشف في تل العمارنة، أصبح رمزاً للجمال الأنثوي والقوة الملكية. ولكن ماذا نعرف حقاً عن هذه الملكة التي حكمت إلى جانب زوجها إخناتون؟
اكتشاف تمثال نفرتيتي
في عام 1912، اكتشف عالم الآثار الألماني لودفيج بورشارت تمثال نفرتيتي النصفي في ورشة النحات تحتمس في تل العمارنة. هذا التمثال المصنوع من الحجر الجيري المطلي بالجص، يصور الملكة بملامح متناسقة وتاجها الأزرق المميز. النقوش الهيروغليفية على التمثال تشير إلى ألقابها الملكية مثل “سيدة الأرضين” و”زوجة الملك العظيمة”.
دور نفرتيتي في الثورة الدينية
عاشت نفرتيتي في فترة مضطربة من التاريخ المصري، حيث قاد زوجها إخناتون ثورة دينية غير مسبوقة. معاً، قاما بنقل العاصمة من طيبة إلى أخيتاتون (تل العمارنة) وفرضا عبادة آتون كإله وحيد. النقوش الهيروغليفية في معابد العمارنة تظهر نفرتيتي وهي تؤدي الطقوس الدينية بجانب زوجها، مما يشير إلى دورها الفعال في هذه الثورة.
لغز اختفاء نفرتيتي
بعد العام الثاني عشر من حكم إخناتون، تختفي ذكرى نفرتيتي فجأة من السجلات التاريخية. بعض النظريات تقترح أنها توفيت، بينما يعتقد آخرون أنها حكمت كفرعون تحت اسم جديد. الاكتشافات الحديثة، بما في ذلك نقش هيروغليفي يشير إلى “حاكم ذكر وأنثى”، عززت نظرية أنها قد تكون حكمت بعد وفاة زوجها.
إرث نفرتيتي الخالد
اليوم، تظل نفرتيتي أيقونة ثقافية عالمية. تمثالها النصفي في متحف برلين الجديد يجذب الملايين سنوياً. العلماء ما زالوا يدرسون النقوش الهيروغليفية المرتبطة بها، آملاً في كشف المزيد من أسرار حياتها. سواء كملكة أو كفرعون، فإن نفرتيتي ترمز لقوة المرأة ودورها المحوري في الحضارة المصرية القديمة.
نفرتيتي بالهيروغليفي ليست مجرد شخصية تاريخية، بل هي لغز ملكي ما زال يحير المؤرخين وعلماء الآثار. كل نقش هيروغليفي جديد يتم اكتشافه يقربنا خطوة من فهم هذه المرأة الاستثنائية التي حكمت واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ.
